التحول الرقمي ومحو الأمية: مقاربات أكاديمية لبناء مجتمع المعرفة
- الصحفي ل. عـبــد الــرحــيم --
- 2025-12-03 --
- 09:36:35
احـتـفـاءً بشهر اللغة العربية بمبادرة مشتركة بين
وحدة البحث وواقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية تلمسان والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب تلمسان، احتضنت قاعة المحاضرات لهاتـه الأخـيرة
فعاليات الملتقى الوطني حول التحول الرقمي ومحو الأمية:
مقاربات أكاديمية لبناء مجتمع المعرفة، وهـذا
وسط حضور نوعي لعدد من الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة من بينهم الأستاذة
الدكتورة نزهة خلفاوي مديرة وحدة البحث تلمسان، والدكتورة فاطمة سعـدي رئيسة
اللجنة العلمية، إلى جانب الدكتور أمين بودفلة مدير الثقافة والأستاذة الدكتورة
غانية دروة مديرة مركز البحث العلمي والتقني للغة العربية، وكـذا الأستاذ الدكتور
عبد الرحمن خربوش عميد كلية الآداب والفـنون وعضو المجلس الأعلى للغة العربية،
والأستاذ الدكتور رشيد بن مالك عضو المجمع الجزائري للغة العربية، الأستاذ مراد
مغاشو مدير جامعة تلمسان، الذي قـدّم في كلمته رؤية واسعة لمسار الجامعة في ظل
التحول الرقمي، مؤكداً أن مسؤولية الجامعة لم تعد محصورة في إنتاج المعرفة
التقليدية، بل أصبحت مطالبة ببناء بيئة معرفية تحاكي المجتمع الذي تطمح إليه،
مجتمع رقمي واعٍ قادر على إنتاج المعرفة لا استهلاكها فقط، موضحا أن مفهوم الأمية
توسّع اليوم ليشمل الأمية الرقمية والمعلوماتية والوظيفية، ما يجعل من الجامعة
طرفاً محورياً في معالجتها والحدّ من آثارها، داعـيا بالمناسـبة الباحثين إلى
تطوير اللسانيات الرقمية وتعزيز المشاريع التي تربط التكنولوجيا باللغة العربية،
مبرزا بذلك استعـداد الجامعة لدعم كل مبادرة علمية تسهم في تمكين المواطن معـرفـيا
ورقمـيا.
رئيس
قسم البحث والتربية من جهته استعرض من خلال هذا الملتقى الوطني أهم البرامج
المنجزة والتحديات التي تواجه المؤسسات العاملة في هذا المجال، قـدّم من خلال عرض
مهم حول جهود الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، مبينا أن التعامل مع
الأمية اليوم يتطلب رؤية تتجاوز الحلول الكلاسيكية نحو إدماج التكنولوجيا في
المسارات التعليمية.
هـذا وقـد تضمنت الجلسة العلمية الأولى مناقشة محاور تتعلق بالقيم الإنسانية، الصحة، التنشئة، وتعليم الكبار في سياق التحول الرقمي، حيث تناولت المداخلات أهمية التربية الصحية، دور التنشئة، تعزيز القيم والمهارات لدى الكبار، وتجارب جمعوية في محو الأمية، إلى جانب عروض تناولت توظيف الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تعليم الكبار، في خـصّصت الجلسة العلمية الثانية لموضوع الفجوة الرقمية وسبل ردمها، حيث ناقشت المداخلات دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في مكافحة الأمية الرقمية، وقـراءات تربوية لطرائق تعليم الكبار، إلى جانب استعراض تجارب تاريخية ووطنية في هذا المجال، وتقـديم رؤى حديثة لتمكين الكبار في العصر الرقمي، إضافة إلى عرض حول تعليم المكفوفين وإدماجهم تربويا، كما تم على هامش هذا الملتقى الوطني توقـيع اتفاقية تعاون علمي بين جامعة تلمسان ووحدة البحث وواقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية، في خطوة تستهدف تطوير مشاريع بحثية مشتركة وترسيخ مكانة اللغة العربية في البيئة الرقمية الحديثة، وفي أجواء إيجابية تؤكـد رغـبة المشاركين في تعزيز الحوار العلمي وبناء رؤية مشتركة حول التحول الرقمي ومحو الأمية، واتفق الجميع على أن هذا الملتقى يمثل محطة أساسية لصياغة مقاربة علمية وطنية تجعل من الرقمنة وسيلة للتنمية المتوازنة لا عائـقـا أمامها.
