معذرة سيادة الوزير..؟ !
- الصحفي كلمة رئيس مدير التحرير --
- 2025-08-16 23:33:46 --
من كارثة عين الحمراء بقسنطينة إلى مأساة وادي الحراش بالعاصمة ،تختصر
مسافة إرهاب الطرقات.. هذا المارد الذي صار للأسف ظاهرة خطيرة تتسبب كل يوم في
مقتل العديد من المواطنين ، حتى بالكاد نتخيّل وكأننا في حرب ، فحتى في الحرب
الروسية الأوكرانية لا تسجل وفيات بعدد قتلى حوادث المرور في بلادنا ، ونستثني
بالطبع ما يحدث في غزة ،لأن ذلك مفروغ منه في حرب إبادة غير مسبوقة في تاريخ
البشرية ..
دعوة سائقي الحافلات إلى التحلي بالمسؤولية غير كاف سيدي الوزير ،
فالمغامرة بأرواح المسافرين باستخدام السرعة المفرطة أو استعمال حافلات
"خردة" ، أو منح رخص سياقة للوزن الثقيل لشبان متهورين وغير مؤدبين
يستدعي أكثر من تحميلهم المسؤولية ، بل الضرب بيد من حديد ،واتخاذ إجراءات عقابية
مشددة مع سحب نهائي لرخص السياقة – إن تطلب الأمر ذلك - لمثل هؤلاء المجانين..
في قسنطينة كان السبب عطب في الفرملة ، وفي العاصمة كان العطب في
التوازن،ما يعني أن أسباب الحوادث
والأخطار متوفرة، والغريب أن من يسوق الحافلة في قسنطينة ، وسائق حافلة
وادي الحراش لم يصيبا بأي أذى ، وخرجا سالمين ، فيما أزهقت أرواح بريئة كان منهم
من كان يحلم بقضاء أيام في بحر جيجل ، وفيهم من كان عائدا لمنزله من العمل أو من
فسحة في العاصمة ..
الوزير سعيود كان متسللا ، وهو يعترف بأن حوادث الحافلات باتت تعرف ارتفاعا
خلال السنوات الأخيرة ،تحدث للصحافة من مكان الحادث في وادي الحراش ليدعو السائقين
إلى التحلي بالرزانة للمحافظة على أرواح المواطنين..فليعلم وزير النقل وحتى لا
نعمم أن أغلب سائقي الحافلات من المتهورين يتعاملون بعنف مع زبائنهم ، بل ولا
يترددون حتى في إنزال من يقول الحق ويطالبهم بـ " العقل" لقد وقفنا على
حالات كدنا أن نتلقى " طريحة " لأننا طلبنا من السائق فقط أن يسوق بهدوء
وبرزانة كالتي يطالب بها سيادة الوزير ..
سيادة الوزير تجديد حظيرة الحافلات أمر وارد في مفهومك ، بل كان يفترض أن
توظف لفظ إلزام .. تهزنا الغيرة ونحن نتجول في بلدان غربية وعربية ونركب حافلات 5
نجوم بسائقين لطفاء ومهذبين ويرتدون هنداما محترما ، ونتأسف والحسرة تقتلنا ونحن
نقلّ حافلات مهترئة في مختلف ولاياتنا
ومدننا بسائقين مجانين يحتجون في الغالب إلى أطباء نفسانيين لفسخ عقدهم .. سائقون
بـ "البرميدا" ولا يبارح الهاتف
أيديهم ، يجيدون فن "الإكيتور" ، أفضل بكثير من فن السياقة..
آخر الكلام .. معذرة سيادة الوزير
دعواتك هذه لن تحلّ المشكل، لأن الوقع أكثر مرارة مما نتصور ، والمطلوب إعادة
النظر بصورة شاملة ومدروسة في منظومة النقل ككل ، ووضع ضوابط وتشديد العقوبات وجعل
القانون هو الفيصل ، وعلى كل من أخطأ أن يدفع الثمن غاليا ،وأن لا تسند سياقة
الحافلات لمتهورين ومرضى نفسيا يعبثون بأرواح المواطنين ..
د.يزيد سلطان
